بدا ممارسة كرة القدم في فريق صغير اسمه جيل بوفاريك، ومنه انتقل إلى الفريق الأول بمدينة بوفاريك “الوداد”، وهو الفريق الذي فجر فيه موهبته، فكان من البديهي ان ينتقل إلى فريق كبير، فحط رحاله بفريق مولودية الجزائرية، فحمل ألوانه لمدة ثلاث سنوات، ليعود إلى فريق الوداد، فلعب له ثلاث مواسم كاملة، لكن القدر أعاده إلى فريق عاصيمي آخر، إلى الغريم الأبدي للمولودية فريق اتحاد الجزائر، وهو الفريق الذي نال معه كل شيء، لينتقل بعدها إلى فريق النصرية، لكن سرعان ما تركه ليعود إلى مسقط رأسه مدينة بوفاريك، ليدافع من جديد عن ألوان الوداد، وحين احسن ان وقت الاعتزال قد اقترب انتقل إلى شباب الزاوية ببني تامو ولاية البليدة، وهو الفريق الذي وضع فيه حدا لمسيرته الكروية، تاركا وراءه سجلا حافلا، ليتفرغ إلى مهنة التدريب، وتلكم هي المسيرة الكروية لضيف الأسبوع، انه باختصار ابن مدينة بوفاريك فيصل حمداني، الذي بادرناه بسؤال لم يكن يخطر بباله إطلاقا، ونبدأ من حيث كانت بداية جلستنا مع ابن بوفاريك فيصل حمداني.
ماذا يشكل لك ملعب الشهيد محمد رقاز بمدينة بوفاريك؟
** بيتي الثاني، فيه ترعرعت وفيه بدأت ممارسة كرة القدم، ملعب الشهيد رقاز يذكرني بذكريات الطفولة، ذكريات وأنا أداعب الكرة دون العاشرة من عمري، ومن ملعب رقاز وهو ترابي حققت أحلامي بالانتقال إلى فريق المولودية .
وماذا كذلك؟
** يذكرني حين كنت ادخل إلى الملعب من اجل مشاهدة اللاعب الهادي تيتري، كنت معجبا بطريقة لعبه كونه كان فنانا، وبالنسبة لي واحد من بين احسن اللاعبين الذين لعبوا لفريق الوداد في تاريخه.
من هو المدرب الذي ساعدك في الانطلاقة مع فريق جيل بوفاريك؟
** انطلاقتي الكروية كانت في فريق جيل بوفاريك في بداية الثمانينيات وعمري عشر سنوات مع المدرب القدير شريف أمغار، رفقة العديد من الأسماء الكبيرة التي مرت على الوداد يطول الحديث عنها، الشيخ شريف كان ولايزال بالنسبة لي بمثابة أبي، وقف إلى جانبي خلال أيامي الأولى في فريق الجيل، فقد شجعني وحفزني لمواصلة العمل، وكان يقول لي بالحرف الواحد:” ياوليدي بالخدمة تصبح لاعب كبير وستلعب مستقبل في المنتخب الوطني”
وتحققت نظرة الشيخ شريف أمغار؟
** أكيد نظرة الشيخ شريف أمغار تحققت، فبالعمل الجاد والمثابرة ودعوة الوالدين وصلت إلى ما يتمناه كل لاعب وهو صغير، فبعد ان حققت أمنية اللعب لفريق الوداد انتقلت بعدها إلى مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، والأمنية الكبيرة هي اللعب للمنتخب الوطني الأول لعدة سنوات، كما حققت أمنية الفوز باللقب الوطني وبكاس الجزائر، كما شاركت مرتين في نهائيات كاس أمم افريقيا بجنوب افريقيا 1996 مع المدربين علي فرقاني والمرحوم مراد عبد الوهاب، وببوركينا فاسو 1998 مع المدرب عبد الرحمن مهداوي، كما سبق وان شاركت في دورة الألعاب المتوسط سنة 1993 بفرنسا.
أكيد ان هناك حلم لم تحققه طوال مسارك الرياضي كلاعب؟
** تمنيت المشاركة في نهائيات كاس العالم، وكان بإمكاننا بلوغ دورة الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994، لكن الحلم لم يتحقق، بعد إخفاقنا في الدور التصفوي الثاني أمام المنتخبين النيجيري والايفواري، حيث تاهل عن مجموعة الجزائر المنتخب النيجيري، وكان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني المدربين عبد الرحمن مهداوي ومزيان ايغيل.
تاهلهتم إلى الدور الثاني على حساب المنتخب الغاني الكبير بقيادة أبيدي بيلي بالفوز عليه بمدينة تلمسان 2/1؟
** للتاريخ أقول، استطاع المدربين مهداوي ومزيان ايغيل في تلك الفترة بناء منتخب وطني كبير، بلاعبين جلهم هواة ينشطون في البطولة المحلية أكبرهم لا يتعدى الـ25 سنة، وتمكنا من بلوغ دور المجموعات التصفوي الأول بجدارة واستحقاق على حساب منتخبات قوية يتقدمهم المنتخب لاغاني بالفوز عليه بمدينة تلمسان بهدفين لهدف.
متى انتقلت إلى فريق وداد بوفاريك قادما من فريق الجيل؟
** ان لم تخن الذاكرة كان ذلك في موسم 1988/1989، وعمري 17 سنة، كنت حينها أنشط في صنف الأشبال، ويرجع الفضل في انتقالي إلى فريق الوداد إلى المدرب شريف أمغار، وكما سبق وان قلت لك آنفا هو الذي وقف إلى جانبي في بدايتي الكروية في فريق جيل بوفاريك، فاستجبت لنصيحته، خاصة وان فريق جيل بوفاريك كان ينشط في قسم صغير فيما كان ينشط فريق الوداد في القسم الثاني، فوجدت نفسي بين عشية وضحاها لاعبا في صنف أكابر الوداد، وعمري دون 18 سنة، وفي الوداد فجرتي موهبتي، خاصة بعد بروزي في كاس الجزائر تحت قيادة المدرب حكيم قريتلي.
كم دام بقاءك في فريق الوداد بعد انتقالك إلى من فريق جيل بوفاريك؟
** لعبت لوداد بوفاريك ثلاث مواسم كاملة من 1988/1989 إلى 1992/1993.
كيف جاء انتقالك إلى فريق المولودية في صائفة 1992؟
** انتقالي إلى المولودية تم بواسطة السيد عبد الله خامو، كان موظفا بوزارة الخارجية وهو محب لفريق المولودية ، علاقته المقربة من إدارة فريق “العميد”، عرض عليهم اسمي، فوافق الطاقم الفني الذي كان على رأسه المدربين مصطفى اكسوح ونور بن زكري ان لم تخن الذاكرة.
وكم دام بقاءك في فريق المولودية؟
** ثلاث موسم، من موسم 1991/1992 إلى غاية 1994/1995، بعدها رجعت إلى فريق وداد بوفاريك، في وقت كنت على وشك الانضمام إلى فريق جمعية الشلف، بعد رفض رئيس المولودية منحي ورقة التسريح، فاللعب لفريق جمعية الشلف كان سيرغم رئيس المولودية آنذاك محمد جواد بتسريحي، فخلال تلك الفترة كان يوجد بند في انتقالات اللاعبين، اذا اراد اللاعب تغيير الأجواء لفريق يبعد أكثر من 80 كلم عن الفريق الذي كان ينشط فيه، سيتم تسريحه، لهذا اخترت اللعب لفريق جمعية الشلف، قبل ان يتراجع محمد جواد ويمنحني أوراق تسريحي من المولودية، ففضلت اللعب لفريق مسقط راسي وداد بوفاريك، حيث كان ينشط في القسم الأول.
من الوداد إلى الاتحاد، إلا ترى ان في الأمر ان، هو مغادرتك لفريق المولودية من اجل اللعب لفريق الجار الاتحاد؟
** لا، لا، الرئيس محمد جواد، هو سبب مغادرتي لفريق المولودية، تمنيت البلقاء في الفريق، لكن اصطدمت بمشاكل لا تعد ولا تحصى مع الرئيس جواد، خاصة وأنني كنت لاعبا في المنتخب الوطني الأول، فبقائي مهمشا يعني تضييعي مكانتي في التشكيلة الأساسية في المنتخب، لذا فضلت تغيير الأجواء، وانتقلت إلى فريق الوداد.
أتذكر جيدا، انه قبل رجوعك إلى فريق الوداد في سنة 1995، رفضت الكثير من العروض من فرق كبيرة نذكر منها شباب بلوزداد و اتحاد الحراش والنصرية؟
** كما سبق وان قلت لك سابقا، كنت مرغما بترك فريق المولودية، إما العودة لفريق وداد بوفاريك أو لفريق يبعد عن فريق مولودية الجزائر أكثر من 80 كلم، فلو كنت مصرا بالانتقال مثلا لفريق عاصيمي آخر، فرئيس المولودية محمد جواد كان سيقف ضدي، وبعد اختياري العودة لفريقي السابق الوداد منح أوراق تسريحي.
بعدها انتقلت إلى فريق اتحاد العاصمة؟
** كما لا يخفي على احد ان فريق اتحاد العاصمة فريق الألقاب والكؤوس، فكان من البديهي ان لا ارفض عرض رئيس النادي آنذاك السيد سعيد عليق، ولم اندم لانتقالي إلى الاتحاد، حيث نلت معه كل شيء، خمسة ألقاب وطنية، وضيعنا لقب دوري أبطال افريقيا سنة 1997، فكنا على بعد هدف واحد من المباراة النهائية أمام نادي بيترواتليتيكو الانعولي بملعب 5 جويلية، فلو فزنا بهدفين لصفر لبلغنا النهائي، لكن للأسف حدث تواطؤ في لقاء الرجاء البيضاوي ونادي اورلندو بيراتس الجنوب إفريقي، من اجل خروجنا في الدور نصف النهائي.
لماذا تركت اتحاد العاصمة في سنة 2002؟
** لكل بداية نهاية، فبعد بلوغي سن الـ32، فضلت تغيير الأجواء من جديد، فالخروج من الباب احسن من الخروج من النافذة، لهذا فضلت ترك اتحاد العاصمة برأس مرفوعة، واخترت الانتقال إلى فريق النصرية، لكنني لم أعمر فيه طويلا حيث تركته قبل نهاية الموسم عائدا إلى فريقي السابق وداد بوفاريك.
متى اعتزلت اللعب وفي أي فريق؟
** اعتزلت اللعب في سنة 2008، في فريق شباب الزاوية، حيث كنت لاعبا ومساعد مدرب مع الشيخ حكيم قريتلي، وقبل اعتزالي اللعب في شباب الزاوية، لعبت موسمين في فريق وداد بوفاريك.
متى انطلقت مسيرتك في المنتخب الوطني الجزائري؟
** قصتي مع المنتخب الوطني انطلقت مع المرحوم عبد الحميد كرمالي يوم 3 افريل 1991 أمام المغرب في لقاء ودي تحضيري لنهائيات كاس افريقيا للأمم بالسنغال.
وآخر لقاء؟
** آخر لقاء لي مع المنتخب الوطني كان يوم 10 افريل 1999 بمدينة عنابة أمام المنتخب الليبيري، ضمن تصفيات كاس افريقيا 2000، تحت قيادة المدرب رابح سعدان، في لقاء انتهى بفوز المنتخب الجزائري برباعية لواحد، للأسف لم أكمل المباراة بعد تعرضي لإصابة، وحدث لي ماحدث بعد اللقاء.
ماذا حدث لك؟
** تركوني وحيدا بمستشفى مدينة عنابة، فكل من كان له علاقة بالمنتخب الوطني وبالاتحادية الجزائرية لكرة القدم، سمحوا في ولا احد اتصل بي وسألني عن صحتي ونوعية إصابتي، وهي الإصابة التي ودعت من خلالها المنتخب الوطني عن عمر 29 سنة.
كيف تقيم مسيرتك في المنتخب الوطني الأول؟
** قبل الرد على جوابكن هناك ملاحظة عن مسيرتي في المنتخب الوطني، فقد حرمت من المشاركة في نهائيات كاس افريقيا سنة 1992 بالسنغال مع المدرب عبد الحميد كرمالي، وانتهت مسيرتي مع المنتخب بإصابة أمام منتخب ليبيريا.
أما بخصوص تقيمي لمساري الكروي مع المنتخب الوطني، حتى وان كانت جيدة إلا أنها لم تكتمل كما كنت أتمنى في تلك السنوات، هو عدم التأهل إلى نهائيات كاس العالم سنة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، أو المونديال الموالي بفرنسا سنة 1998، يكفيني شرفا مشاركتي مرتين في نهائيات كاس افريقيا، الأولى بجنوب افريقيا سنة 1996 بجنوب افريقيا مع المدربين علي فرقاني والمرحوم مراد عبد الوهاب وبلغنا حينها الدور ربع النهائي، وخرجنا أمام مستضيف البطولة بخسارتنا بهدفين لهدف، وتلقينا الهدف الثاني في الثواني الأخيرة من المباراة، والدورة الموالية كانت ببوركينا فاسو سنة 1998، مع المدرب عبد الرحمن مهداوي وخرجنا في الدور الأول، وحرمنا من المشاركة في دورة تونس 1994 بقرار من “الكاف” بمشاركة اللاعب مراد كاروف وهو معاقب أمام السنغال، وقبل هذه الدورة الإصابة حرمتني من المشاركة بدورة السنغال سنة 1992 مع المرحوم عبد الحميد كرمالي.
ماذا تذكرك تلك السنوات التي قضيتها مع المنتخب الوطني؟
** سنوات جميلة، فكل لاعب جزائري يتمنى حمل الألوان الوطنية، الحمد لله أنا حملتها لأكثر من 30 مباراة، شاركت مرتين في نهائيات كاس افريقيا، والشيء الجميل في تلك الأيام ان المنتخب الوطني كان يتشكل من لاعبين غالبيتهم ينشطون في البطولة المحلية، لكن بالمقابل تزامنت تلك السنوات التي حملت فيها ألوان المنتخب الوطني، ان الجزائر كانت تمر باحلك أيامها، العشرية السوداء كما تسمىن لكن بالرغم من تلك الأيام إلا انه كان لدينا منتخبا قويا وبإمكانيات بسيطة جدا، لا يمكن مقارنتها إطلاقا بالإمكانيات المسخرة للمنتخب الوطني حاليا.
حبذا لو تحكي لنا إمكانيات المنتخب الوطني خلال الفترة التي حملت فيها الألوان الوطنية؟
** من أين نبدأ، قد لا تكفي معك هذه الجلسة لأروي لك تلك الظروف التي كان عليها المنتخب الوطني، قد لا يصدق الكثير من جيل اليوم أنني كنت اذهب إلى تربصات المنتخب الوطني بـ”اوتو ستوب”، عقب كل مباراة كان يطلب منا مسيرو المنتخب الوطني ان نعيد لهم البذلة والقميص والحذاء، كنا نتدرب بكرات قليلة، كنا نقيم في فنادق جنبا إلى جنب مع الجمهور، كنا نتقل في طائرة جنبا إلى جنب مع المسافرين، أحيانا كنا نرغم بالمبيت في المطارات لمدة عشرة ساعات وأحيانا يوما كاملا.
أما بخصوص الإقامة في الدول الإفريقية، فحدث ولا حرج، أحيانا في فنادق أشبه بالشعبية ووسط زحمة كبيرة، كنا نمنع من التدريبات، أما المباريات فحدث ولا حرج، كنا نتلقى كل العوائق والصعوبات حتى لا نفوز، فلام تكن هناك وسائل إعلام مرئية ولا مواقع تواصل إعلامية كما هو الحال اليوم، تنقل كل صغيرة وكبيرة بخصوص المنتخب الوطني وحتى الفرق التي تمثل الجزائر في المنافسات الفقارية، إلى درجة ان هذه الفرق تخصص لها طائرات خاصة وتقيم في أفخم الفنادق في الجزائر واللاعبين تمنح لهم مبالغ كبيرة جدا.
بالرغم من كل هذه الصعوبات، حققتم نتائج مرضية مع المنتخب الوطني؟
** لأننا كنا نلعب من اجل “تشميخ التريكو” ومن اجل العلم الوطني، لم نكن نبحث عن المال أو الشهرة كما هو الحال عند جيل اليوم، كنت لا أرضى بالخسارة، وإذا خسرنا نبكي، وأحيانا لا أنام لأسبوع كامل، كانت لدينا غيرة كبيرة عن الألوان الوطنية، من اجل الانتصار نترك دمنا في الميدان، وكم من لاعب توقفت مسيرته الكروية من اجل المنتخب الوطني بسبب إصابة تعرض لها، وأنا من بين اللاعبين الذين خرجوا من المنتخب الوطني بسبب إصابة.
يبدو انك تريد ان تضيف شيء ما؟
** أريد ان اضيف أشياء وأشياء، وكما قلت لك آنفا، قد يطول الحديث عن واقع المنتخب الوطني خلال عشرية التسعينيات، جميع عناصر المنتخب كان يتشكل من لاعبين محليين، وحتى اللاعبين المحترفين صايب وتاسفاوت من خريجي البطولة المحلية، كنا نمتع الجماهير، كنا نبذل كل مافي وسعنا لإدخال الفرحة والبهجة إلى جميع البيوت الجزائرية التي كانت غالبيتها تعيش أيام قاسية وعويصة.
ماذا لو انقلبت الآية، ومنتخب عشرية التسعينيات هو الذي يمثل المنتخب الحالي؟
** لا لا، لا يمكن المقارنة، فلكل جيل جيله، فجيل الثمانينيات ليس جيل التسعينيات، وجيل السبعينيات ليس جيل الثمانينيات، الأمور تتغير بتغير الرجال والسنوات.
كم كان يمنح لكم لكل مقابل يوم واحد تربص؟
**300دج (30 ألف سنتيم).
ومقابل الفوز؟
**15 ألف دج (1.5 مليون سنتيم)، وأحيانا اقل بكثير، لم نكن نبالي بالأموال، هدفنا كان إسعاد الجماهير الجزائرية، فالجزائريون كانوا بحاجة إلى فرحة وبهجة في تلك الأيام، حاولنا قدر المستطاع إسعادهم وفق الإمكانيات التي كانت مسخرة لنا، وهي لا تسوي شيئا مقارنة بالإمكانيات المسخرة للمنتخب الوطني الحالي، طائرة خاصة، فندق خاص، مركز للتدريبات خاص، إقامة بأفخم الفنادق خلال مباريات المنتخب خارج ارض الوطن، مبالغ مالية كبيرة جدا تمنح للاعبين مقابل كل انتصار، ومثلها من الأموال مقابل التأهل إلى كاس افريقيا.
لعبت إلى جانب الكثير من الأسماء في المنتخب الوطني، من هو اللاعب الذي ترك في اثر في نفسيتك، وسعدت باللعب إلى جانبه؟
** فضل مغارية، فهو لاعب كبير وذو أخلاق عالية، كما كان لي الشرف اللعب إلى جانب رابح ماجر قبل اعتزاله في مطلع سنة 1992.
هل فكرت في تلك الفترة في الاحتراف؟
** لو أردت الاحتراف لاحترفت، فخلال مشاركتي مع المنتخب الوطني الاولمبي في دورة الألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1993 بفرنسا، حيث تلقيت العديد من العروض من اندية فرنسية وتركية وبلجيكية، أما الأندية الخليجية فحدث ولا حرج، العديد من الأندية السعودية طلبت خدماتي لكنني رفضتها جميعها وفضلت البقاء في الجزائر، لسبب بسيط جدا لم تكن لي الرغبة في الاحتراف.
وهل ندمت فيما بعد لعدم دخولك عالم الاحتراف؟
** لم اندم ولو للحظة واحدة، كونني أنا الذي رفضت الاحتراف عن طواعية.
ماذا عن مسارك التدريبي؟
** دخلت عالم التدريب قبل التفرغ نهائيا للتدريب، فحين كنت لاعبا في اتحاد العاصمة سنتي 2001 و2002، شغلت مساعد مدرب، وشغلت ذلك في فريق وداد بوفاريك بعد عودتي اليه من فريق النصرية، كما عملت مساعد مدرب مع الشيخ حكيم قريتلي في فريق شباب الزاوية، وبعد اعتزالي تفرغت نهائيا كمدرب رئيسي، ودربت العديد من الأندية منها شباب الزاوية وهلال فوكة وشباب تيبازة دون ان أنسى فريقي الأصلي جيل بوفاريك.
كما دربت المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة مع المدرب نصر الدين سعيدي سنة 2017، لكن بعد رجوعنا من المغرب، أقدم المدرب بوعلام شارف بإقالتي بدون مبرر، ولن أسامحه، طالما انه لم يقدم تبريرات عن سبب الإقالة، وأنا الذي حققت مع المنتخب الوطني فوزين في دورة اتحاد شمال افريقيا بالمغرب على حساب مستضيف الدورة المغرب وعلى موريتانيا وخسرنا لقاء واحد أمام تونس.
وخلال تواجدي مدربا لفريق هلال فوكة، شاءت الأقدار ان العب ضد فريقي الأصلي جيل بوفاريك، وكان بحاجة إلى انتصار لتحقيق الصعود إلى القسم الجهوي، وبالرغم من ان النتيجة لم تكن تهم فريق فوكة، إلا أننا لعبنا مباراة نزيهة وتفوقنا فيها وحرمت فريق “القلب” من الصعود وهذا دليل عن نزاهتي في العمل وفي المباريات، وقلما نشاهد ماقمت به عند الكثير من المدربين.
ماذا تعمل حاليا؟
** لي مدرسة كروية ببوفاريك اشتغل بطريقة قانونية بمعايير علمية في تكوين المواهب الشابة، وأنا حزين لشيء واحد، فحتى وان كنت راضي بما أقوم به، لكن الشيئ الذي يحزنني ان الكثير من المواهب الشابة تضيع قبل بلوغها صنف الأكابر، كون الكثير من هذه المواهب بعد تدرجها إلى صنف الأشبال والأواسط تضيع وتنطفئ أنوارهم، لكون المدربين الذين يشرفون عليهم لا علاقة لهم بالكرة، فرئيس النادي يلجا إلى أمثال هؤلاء المدربين الدخلاء على الكرة الجزائرية، ويقبلون العمل بمبالغ زهيدة جدا، عوضا جلب مدربين أكفاء، لان هؤلاء يرفضون العمل بنفس الراتب الذي يمنح للمدربين الدخلاء، وهذا عامل من بين العوامل العديدة التي زادت من تعفن الوضع الكروي ببلادنا، والمحزن حقا ان هذا الوضع يتفاقم يوما بعد يوم بشكل خطير جدا، والآخر في الأمر كله، ان هذا التفاقم يحدث أمام أصحاب القرار، فالجميع ملتزم الصمت وكان الأمر لا يعنيه، كارثة كارثة كارثة…
وما الحل للحد من تفاقم هذه الأزمة؟
** للأسف المرض استفحل بدرجة خطيرة وبات يعم جل الأندية الجزائرية، حتى الكبيرة أصابها المرض، فان يصل الأمر بخروج الآلاف من جماهير فرق كبيرة إلى الشوارع تطالب برحيل رئيس النادي وبالسب والشتم علنية عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويرفض الرحيل يعني ان لهذا الأخير يجني من بقائه أموال طائلة، فيفضلون السب والشتم على الرحيل.
الحل في نظري الخاص، وضع كل فريق تحت وصاية شركة وطنية كما كان الحال خلال عشرية الثمانينيات إبان سنوات الإصلاح الرياضي الذي حقق للكرة الجزائرية قفزة عملاقة، لكن ان يبقى أصحاب القرار يسبحون في دائرة مغلقة ويتركون الأمور مما هي عليه ألان، فلن يزيد كرتنا إلا تعفنا والقادم سيكون أسوء.
ماذا عن المدارس التكوينية؟
** المدارس التكوينية، لابد منها ويجب تعميمها في جميع الأندية خاصة الكبيرة التي تتوفر على الإمكانيات المادية، لإنجاح هذه المدارس وتعيين على رأسها مدربون أكفاء يملكون جميع الشهادات التدريبية ومنحهم كل الصلاحيات في العمل، كما يجب إعادة النظر في المنظومة الكروية ككل خاصة منظومة الفئات الشبانية، ووضع الأندية تحت شركات وطنية، وهذا لإبعاد الدخلاء عن الأندية، ورد الاعتبار لأبناء الفريق.
يظهر عليك عدم تفاؤلك بمستقبل الكرة الجزائرية؟
** أكيد لست متفائلا، طالما ان أصحاب القرار يواصلون التزام الصمت فيما يحدث في الكرة الجزائرية ككل، وطالما الأمر كذلك فلا امل في الأفق القريب.
لاعب كنت معجب به وأنت صغير؟
** لاعب وداد بوفاريك الهادي تيتري
وعالميا؟
** الفرنسي زين الدين زيدان
فريقك المفضل؟
أناصر اللعب الجميل
مدرب مدين له؟
** الشيخ شريف أمغار
مقابلة في الذاكرة؟
** نهائي البطولة الوطنية سنة 1998 أمام اتحاد الحراش، خسرنا النهائي 3/2 بطريقة ساذجة.
ملعب لعبت فوقه لا تنساه؟
** ملعب فالنسيا وملعب موناكو
ملعب في ذاكرتك؟