كثيرون أولئك اللاعبون الشبان الذين قتلت موهبتهم في المهد، ذنبهم الوحيد أنهم وجدوا أنفسهم تحت “رحمة” سماسرة الكرة وتحت رحمة رؤساء دخلاء على الأندية الجزائرية، ففضلوا الانسحاب في صمت ذنبهم الوحيد أنهم من اسر ميسورة الحال، ضيف هذا العدد تحدى كل هذه العراقيل والصعاب التي اعترضت سبيله فقرر رفع التحدي في أولئك الدخلاء، وحمل حقيبته نحو خارج الوطن، وكله امل ان يعود ذات يوم إلى الوطن إلام معززا مكرمان انه باختصار شديد الشاب أسامة بوكتيت ذات الـ21 ربيعا، فكل من شاهده وهو يداعب الكرة يكون قد وقف مشدوها لتلك الطريقة، التي تشبه إلى حد كبير مداعبة اللاعبين الكبار، قصته مع “الساحرة” أشبه بقصة ألف ليلة وليلة، وفي كل قصة حكاية، حكاية تشدك إليها، فتجد نفسك تسبح في فضاء واسع.
وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية أكثر، نبدأ من اول سؤال طرحناه على أسامة بوكتيت، فاحفظوا هذا الاسم جيدا، انه يملك من جميع خصائص اللاعبين الكبار، يجعل منه واحد من بين اللاعبين الموهوبين القادمين في سماء كرة القدم الجزائرية.
حدثنا عن الأكاديميةالكروية التركية التي تنتمي اليها؟
أكاديمية رياضية كروية يتواجد مقرها بمدينة اسطنبول، لها شهرة كبيرة في أوروبا، يشرف عليها كبار التقنيين والمربين، تقوم بتصدير اللاعبين إلى مختلف دول العالم، فاللاعب في الأكاديمية يتعلم قوانين كرة القدم، طرق التدريب الحديثة، فنون الكرة، طريقة اللعب والمداعبة، الروح الرياضية والميثاق الاولمبي، ويتم التركيز كثير على الجانب الأخلاقي والروح الرياضية، فاللاعب يجب عليه ان لا يتفوه ولو بكلمة واحدة في وجه الحكم، مهما كانت أخطاء هذه الأخير، احترام المنافس واحترام جماهيره.
ما تعلمته في مدة قصيرة في هذه الأكاديمية لم أتعمله طوال عشرة سنوات كاملة في الجزائر، يكفي ان أقول لك انك تحس بلذة ممارسة كرة القدم، لا تبحث عن الماديات بل تبحث عن كيفية تطوير مهارتك الفنية، كل شيء موجود في الأكاديمية، ماعلى اللاعب إلا العمل فقط، وجل الأسماء المتخرجة من هذه الأكاديمية وجدت مكانة في فرق محترمة، إما تركية أو عربية أو أوروبية.
كيف يتم ذلك؟
هناك شروط ومعايير يخضع لها اللاعب في الأكاديمية، تحت إشراف لجنة تقنية وفنية وطبية وإعلامية، هؤلاء معترف بهم من طرف الاتحاد التركي لكرة القدم ومن طرف الدولي لكرة القدم، ويتم تدوين كل صغيرة وكبيرة عن كل لاعب، تصور ان لكل لاعب صحفي ومصور يقوم بمتابعته حتى خارج الملعب، بل هناك مراقبة حتى في الأكل والنوم، بل حتى في طريقة الحديث، ماوجدته في هذه الأكاديمية شيء خارق للعادة، فعلا هناك احتراف، احتراف ميداني وذهني.
لكن كيف يتم انتقال اللاعب من الأكاديمية إلى فريق ما؟
تتلقى الأكاديمية طلبات عديدة من اندية تركية وأوروبية وعربية، ويتم على ضوء هذه الطلبات نقل اللاعب إلى فريق ما وفق معايير يحددها هذه الأخير، وعلى رأس هذه المعايير المنصب، المهارة الفنية والحالة الصحية، لهذا تجد الأكاديمية تنتقي إلا اللاعبين الفنيين والمهاريين، وكما سبق وان قلت ل كانفا يتم تدريسهم فنون الكرة، والروح الرياضية والانضباط، كون الأكاديمية تحظى باحترام كبير في تركيا وفي أوروبا وفي الخليج العربي، فأي لاعب يتم تصديره إلى أي نادي كان يجب ان يكون خير سفير لهذه الأكاديمية، فشهرتها ترغمك على العمل وبذل كل ماتملك من جهد وإبراز جميع إمكانياتك الفنية وحتى البدنية، لنيل رضا التقنيين المشرفين على هذه الأكاديمية.
يفهم من كلامك ان كل لاعب ينظم إلى الأكاديمية سيكون النجاح حليفة؟
أكيد، كل الظروف مهيأة للاعب بالنجاح، فالإمكانيات المتوفرة في الأكاديمية، يستحيل عليك ان تجدها في أقوى الأندية العربية، وأنا على يقين مما أقوله لك، تصور ان الأكاديمية تتتوفر على العديد من الملاعب التدريبية وفندق من خمس نجوم، ناهيك عن الإمكانيات المادية، شيء خارق للعادة، فلحظة دخولي إلى الأكاديمية بقيت مشدوها لما وجدته، وتيقنت ألان لماذا اللاعب الجزائري مستواه متدني، ولا يمكنه الذهاب بعيدا، كما تيقنت جيدا لماذا جل اللاعبين الذين يحترفون في الجزائر هم من خريجي أكاديمية نادي بارادو، فهذه الأخيرة تستنبط طريقة عملها من الأكاديميات الأوروبية الكبيرة، على غرار ا أكاديمية المعسكر الدولي لانتقاء اللاعبين للاحتراف الخارجي، اللاعب محترف بات معنى الكلمة.
هل الأكاديمية تضم إلا فئة عمرية معينة من اللاعبين؟
لا لا، الأكاديمية مفتوحة على كل السنيات العمرية، وكل لاعب تتوفر فيه معايير ومقاييس محددة من طرف الأكاديمية يتم الاحتفاظ باللاعب، دون ان يتجاوز سنه الـ23 ويتم تطوير موهبته اللاعب كرويا وبدنيا وذهنيا بطريقة علمية محضة، الشيئ الذي يجب ان أقوله لك ان في هذه الأكاديمية تتعلم رغما عنك، وتخرج منها متعلما.
من هم المشرفون على الأكاديمية؟
الإشراف العام بطبيعة العام للأتراك، وهي أكاديمية تركية محضة، المدير التنفيذي للأكاديمية السيد عباس الزعيم، والمدرب الرئيسي السيد نيما، والمدرب الثاني السيد روبير، والمدير العام الكابتن ربيع الشريك، فيما يتولى الأستاذ أيمن بلحاج مدير العلاقات العامة والخارجية.
هل الأكاديمية منخرطة في الدوري التركي؟
الأكاديمية تخضع لقوانين يصعب تفسيرها، لكن الذي يجب قوله أننا نلعب أسبوعيا مبارتين، ضد فرق تركية كبيرة، آخر مباراة لنا كانت ضد رديف نادي بيسكتاش، ويحضر كل لقاء تقنيين أوروبيين وأتراك معروفين على الساحة الكروية العالمية، ويخضع كل لاعب إلى مراقبة دقيقة رياضية وصحيا وذهنيا، كل شيء قس اللاعب يخضع إلى الرقمنة، ولكل لاعب كما سبق الذكر صحفي ومصور يتابعه في كل تنقلاته، ناهيك عن الجانب الطبي، إضافة إلى التنظيم الصارم في التدريبات، والأكل والنوم، الأسبوع يتم تقسيمه إلى دقائق وكل دقيقة لها ألف حساب.
كيف جاء انتقالك إلى هذه الأكاديمية؟
احد الأصدقاء هو الذي دلني على عنوان هذه الأكاديمية، فطلب مني مراسلتها ولم اتاخر في ذلك، والحمد لله كان الرد سريعا.
كم مضى على وجودك في الأكاديمية؟
حوالي ثلاثة أسابيع، وفي حال نجاحي الأكاديمية هي التي ستجد لك فريق بعقد احترافي معترف به من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، فهناك اتفاقيات ثنائية بين الأكاديمية والاتحاد التركي والأوروبي والدولي نواي لاعب يتم تصديره إلى نادي ما، يعني انه جاهز للاحتراف، وتتوفر فيها شروط النجاح، لان الأكاديمية كما سبق وان قلت لك، هي أشبه بالشركة تقوم بتهيئة اللاعبين من مختلف السنيات وفي جميع المناصب، بعدها يتم تصدير هؤلاء اللاعبين إلى اندية تركية وأوروبية وحتى عربية، حسب طلبات هؤلاء.
لماذا تركز حديثك في كل مرة عن الاحتراف الحقيقي؟
لان الاحتراف المطبق في الجزائري لا علاقة له بالاحتراف الحقيقي، فما وجدته في تركيا لن تجده في الجزائر إطلاقا، وبصفتي لاعب سابق في فريق اتحاد الحراش، أقول من هذا المنبر، الاحتراف في الجزائر بعيد بعد السماء عن الأرض عن الاحتراف الحقيقي، وقبل ان نتحدث عن تطبيق الاحتراف في الجزائر الذي مضى على تطبيقه أكثر من عشر سنوات كاملة يجب ان نتحدث عن احتراف الذهنيات، فما عشته في فريق وداد مفتاح هذا الموسم، يبقى وصمة عار في جبين من أسندت لهم مهمة تسيير كرة القدم في فريق بحجم وداد مفتاح الصاعد إلى قسم مابين الجهات.
ماهي طموحاتك المستقبلية؟
أو لطموح دخول عالم الاحتراف من بوابة تركيان وبعدها التطلع للعب في فريق محترف كبير، وثقتي كبيرة في إمكانياتي وما أتعلمه في أكاديمية الاستثمار الرياضي في اسطنبول، أحسست بداخلي انه لا يوجد المستحيل، وبإذن الله سأصل إلى أتمناه، والذي أتمناه اللعب لفريق أوروبي محترم.
وهل تفكر في العودة مجددا للعب في الجزائر؟
حاليا لا، الشيئ الذي أفكر فيه كما سبق وان قلت له اللعب لفريق أوروبي محترم.
ماهو الفريق الجزائري الذي تتمنى اللعب له؟
أتمنى اللعب لفريق شبيبة القبائل، فمنذ صغري وأنا أناصر فريق شبيبة القبائل، وقد العب له في المستقبل فمن يدري طالما أنني أومن بقدراتي الفنية.
وفي أوروبا؟
كما سبق وان قلت لك منذ قليل أتمنى اللعب لفريق أوروبي محترم، لكن أمنيتي الغالية حمل الألوان الوطنية، والعمل تحت قيادة المدرب جمال بلماضي.
هل تعارض اللعب في إحدى النوادي العربية ولتكن الخليجية؟
اذا كان العرض محترم لا أعارض ذلك، لطكن الذي أتمناه هو اللعب لفريق أوروبي محترم.
من هو منصبك المفضل؟
وسط ميدان هجومي.
لاعبك المفضل في الجزائر؟
أمير سعيود، وتمنيت مشاهدته في المنتخب الوطني الأول خلال مبارتي الكاميرون، لكن للأسف كانت للمدرب جمال بلماضي نظرة مغايرة بالنسبة للاعب أمير سعيود فهو فنان فوق الميدان، وقليل من اللاعبين من يملكون خصائص أمير سعيود.
وعالميا؟
الالماني مسعود اوزيل، فهو لاعب موهوب ولاعب رائع، دون ان أنسى اللاعب أكيد الفرنسي كريم بن زيمة، فهو الآخر لاعب موهوب بالفطرة، ومافعله هذا الموسم في ريال مدريد من النادر ان يفعله أي لاعب آخر في أي نادي كان، لاعب خارق ويستحق الكرة الذهبية حتى وان لم يفز مع المنتخب الفرنسي بكاس العالم، لهذا أقول من غير العدل ان تمنح الكرة الذهبية لهذا العام لغير اللاعب كريم بن زيمة.