يعتبر المناجير الجزائري بوكبوش عبد الحفيظ من بين الأسماء المعروفة جدا في الوسط الكروي ببلادنا، ليس بسبب ارتباطاته بالكثير من الأندية واللاعبين، بل بسبب مواقفه التي يصفه بالرجولية، والتي أصبحت تسبب له الكثير من المتاعب، الأمر الذي جعل بوكبوش يفكر باعتزال مهنة المناجيرة في الجزائر وخوض تجربة جديدة في الخارج.
بداية من هو المناجير بوكبوش؟
اسمي الكامل، عبد الحفيظ بوكبوش، عمري 37 سنة من ولاية ميلة، مناجير معتمد من “الفاف” ولديا شهادة تدريب درجة أولى وفاف 3.
قبل الحديث عن مهنتك كمناجير بودنا ان تحدثنا عن ماضيك الرياضي؟
** على غرار جميع الجزائريين، منذ صبايا وأنا مولع برياضة كرة القدم، مارستها كلاعب في مسقط رأسي بزارزة ولاية ميلة، كنت لاعب مهاري لقبت عندها بعبد الحفيظ تسفاوت نسبتا لتشابه إسمي وقصر قامتي، لكن ولأسباب خاصة انقطعت عن ممارسة كرة القدم، وهو ما حطم جزئيا موهبتي، وفي سن العشرين انتقلت إلى العاصمة كافحت من أجل حلمي والتحقت بشباب درارية الذي كان يدربه حميسي، لكن الإصابة حطمت حلمي وتوقف “الحلم” في 21 سنة، وهذه هي سنة الحياة.
وهل دخلت بعدها عالم التدريب،وهل هناك فرق أشرفت عليهاّ، حتى ولو في الفئات الشبانية؟
** دخلت عالم التدريب بعد 10 سنوات كاملة من توقفي عن اللعب، كان ذلك في سنة 2011، وبنصيحة من طرف بعض زملائي اللاعبين، فضلت دخول عالم التدريب، وعندما ذهبت للإستفسار عن الملف المطلوب بعين البنيان، التقيت بالعديد من اللاعبين الدوليين، من بين هؤلاء المدرب الحالي جمال بلماضي ومنير زغدود، سنة من بعد كان لي الشرف الدخول إلى المعهد الرياضي العالي بعين البنيات لتكوين المدربين، وأجريت تربصي النظري في نادي بارادو للحصول على الدرجة الأولى، ووفقني الله في ذلك، فحصلت على شهادة تدريب، وبالمناسبة اشكر كثيرا إدارة نادي بارادة التي ساعدتني كثيرا.
لكن بالرغم من حصولك على شهادة مدرب درجة أولى إلا انك لم تواصل عملك كمدرب ولو على الفئات الشبانية؟
** مهنة التدريب نبيلة، لكن بسبب مكان إقامتي ببلدية بزارزة بميلة، لم أستطع مواصلة العمل كمدرب، خاصة وان البليدة لا تملك نشاط رياضي بالرغم من ان تعداد سكانها يناهز عن الأربعين ألف نسمة، وتزخر بالمواهب لكننا نعاني التهميش والحقرة والإقصاء، فقررت الانتقال إلى مهنة وسيط أي مناجير، لأبقى قريبا عن عالم كرة القدم، وأخوض من حين لآخر تربصات مع المدربين، حتى أكون ملم بكل خبايا كرة القدم.
ندخل ألان في لب الموضوع، كيف دخلت عالم المناجرة، ومن يقف وراء دخولك هذا العالم” الغريب” ان صح التعبير تسميته؟
** دخلت عالم “المناجيرة” أو وكلاء اللاعبين، في نفس فترة تربصي للحصول على شهادة مدرب، وشجعني على ذلك حارس وفاق سطيف سابقا نسيم بن خوجة، بعد أن رأى في شخصيتي كل مواصفات المناجير الناجح، فأخذت بنصيحته مأخذ الجد، وقررت دخول هذا العالم.
يقال ان مهنة المناجيرة أصبحت لكل من هب ودب، إلى درجة ان الكثير يقال لا يحمل أصحابها معايير المناجرة العالميين، أكثر من ذلك، هناك من يقول ان كل من يملك “وجه صحيح” يدخل هذا العالم، ما تعليقك؟
** كلامك صواب، لكن لا يجب تعميمه، عالم المناجرة بات جد متعفنا، وأصبح لكل من هب ودب يقول لك أنا مناجير، وفي حقيقة الأمر أغلبهم لصوص ومبتزين استغلوا الشباب المندفع للتحايل عليهم وطلب مبالغ ضخمة قصد الإمضاء لهم، وبعدها يغلقون هواتفهم ويأخذون أموال الحرام، فهؤلاء عاثوا فسادا بالمهنة.
كل هذا يحدث في عالم المناجيرة”؟
** هناك خطيرة جدا قد يطول الحديث عنها، يقوم بها أشباه المناجرة، بعضهم يدعي الشهري والعظمة وهم في الحقيقة حثالة، يمتصون أموال الحرام، تصور ان البعض منهم أصبحوا يخيرون اللاعبين بين الرضوخ لطلباتهم أو عدم إمضائهم في الفرق، فالميدان أصبح يعج بالرذيلة، وما يحدث الآن خلف أسوار كرة القدم الجزائرية بنبذ له الجبين.
نبقى في صلب الموضوع، هل من الضروري على مناجير ما، ان يملك شهادة مناجير معترف بها عالميا، وهل في نظرك الشهادة التي يتحصل عليها حاملها من “الفاف” هي معيار حقيقي لأي مناجير لممارسة هذه المهنة بكل حرية؟.
** ليس من الضروري أن تملك الشهادة، لكن من الضروري أن تكون ملما بخبايا كرة القدم، وماذا تستطيع تقديمه للاعب الذي يتعامل معك، لأنك ستسير مستقبله الكروي، فمن غير المعقول أن تكون مناجيره وأنت لا تعرف حتى منصبه والمستوى الذي يستطيع اللعب فيه.
… يتبع